تنتظر على الشطآآآآن جواب أحدهم ..@@

الأحد، 12 يونيو 2011

أخطأت فهل سيسامحني


تمر بنا الأيام ولانعلم ما تخبئ لنا بين ثناياها من لحظات تشاطرنا إلى نصفين لاندري أين نحن منهما..
لتجبرنا على أن نرى الأشياء مغلفة ونأبى أن نكشف عنها بيدينا معتمدين على أيدي الآخرين في إزاحة الغطاء عنها..
كم هي صعبة اللحظات التي يكتشف الإنسان ذاته بأنها طعنت نفسا قريبة منها باسم ما يُدَعى بالكرامة وكبرياء الذات ...
سأخبركم بما حدث :: مرت علي ساعات في ذلك اليوم أصعب من 20 سنة مضت ، لم أذكر أنني شعرت بأنني ظالمة وقاهرة ومبيدة لمشاعر الآخر كتلك اللحظة التي كشفت فيها عن الغطاء المغلف عليه بيدي وبصري وسمعي وجميع حواسي ، أدركت حينها بأنني الظالمة بعد أن أوهمت نفسي بأنهم ظلموني .
آآه كم هو مؤلم ذلك الشعور الذي خالجه أنين الصمت الذي كاد أن يمزق نفسي لولا أنني ذهبت إليه لأعترف بذنبي_ولا أقول أستسمح منه_ لأنني لو كنت في مكانه لا أظن أنني سأعفو ، كنت مدركة لعظمة خطأي وجلال سهوي إلا أن تدافع الألم وتعالي صوت المشاعر القاهرة لأحشائي وإحساسي بأن قلبه سيستوعب إعتذاري كل ذلك قادني للإعتراف بذنبي أمامه ، إلا أن عبارته طعنتني بسمها الحاد بعد أن قال : "لن أسامحك إلى يوم القيامة " .
هذا ماحصل بالفعل ، أتدرك معنى العبارة السابقة عزيزي القارئ ؟ هذا يعني أنني سأظل أدفع ثمن خطأ ارتكبته رغما عني طيلة أيام حياتي ، وسأظل أتذكر في أي لحظة سعيدة أعيشها بأن هناك ثمة فرد يكن لكِ الكره ويحمٍلك ذنبا للأبد ، لم أستطع حينها سوى أن ألملم شتات كلماتي وأعود بها من حيث جئت لأنني أدركتها حينها بأن ثمة أخطاء لاتُغتفر .
ستقول عزيزي القارئ هناك بعض الطرق للإعتذار لمَ لاتحاولي تسخيرها ؟ أقول لك بأنني بالفعل طرقت أبوابا عدة راجية العفو والسمح وأبت جميعها أن تفتح لي ولو مفردة واحدة ، من هنا تعمق وجداني وذابت ألوان الصفح من عيني وجفت عيناي من الدموع وحدثت نفسي _ ولا زلت أحدثها _ وأعلنها أمام الجميع "بأنني مخطئة" .
أنشر هذا المقال الآن بين ثنايا هذه السطور محملة إياه كل مايمكن أن يقال عند الإعتذار كوسيلة أخيرة عن خطأ لم أقصده إطلاقا ، أسألك_ بعد الله_ العفو والصفح لاسيما وأن رب العالمين يعفو ويغفر عن أعظم الذنوب والخطايا وما نحن سوى عباده .

الخميس، 2 يونيو 2011

هل للحريات الإنسانية مكان في ساحات قمع التظاهرات العربية ؟!

انكشف الغطاء الذي كانت تتخبى وراءه الصورة الحقيقية لبعض الحكام العرب المستبدين والرافضين إطلاقا لمبدأ الحريات الإنسانية من خلال القمع العنيف الذي واجهوا به شعوبهم الرافضة لأنظمة حكمهم الديكتاتورية ، ففي الوقت الذي تنادي فيه الحكومات العربية "أمام المحافل الدولية " باحترامها للحقوق المدنية و حرية الرأي والتعبير لشعوبها ؛ وقفت صامتة وهي تنظر لمشاهد الدماء كتصدي جيرانهم من الحكام لأبسط الأساليب التي انتهجتها شعوبهم تعبيرا عن رفضها لما عانته من الظلم والاستبداد والحرمان لسنوات عدة ، وإذا كان من عدم الإنصاف أن نقول عن رفضهم للظلم والإسبتداد لسنوات عدة فأعتقد أنه ليس من الخطأ أن يعبر هؤلاء عن رغبتهم في تغيير نظام حكم دام عقود لم يخدم مصالحهم ووطنهم . 

وإذا كنا نرغب في أن لا يكون حكمنا عاطفيا على مشاهد العنف والدماء التي تنقل لنا من ميادين التظاهرات والإعتصامات في ليبيا واليمن وسورية وقبلها تونس ومصر وغيرها من الدول العربية فالإحصائيات والأرقام تقودنا إلى الرفض المطلق للأعمال اللاإنسانية التي ينتهجها حكام أرادوا أن يفرضوا وجودهم وبقوة على الكرسي الملكي بغض النظر عن رضى شعوبهم من عدمه ، فهناك في سوريا استشهاد أكثر من 100 شخص وإصابة مئات آخرون خلال تظاهرات جمعت عشرات الآلاف من المتظاهرين في أضخم تعبئة منذ بدء حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد في 15 مارس الماضي وإحصائية أخرى أشارت إلى استشهاد عشرات آخرين خلال تشييع الشهداء (المئة) ، ناهيك عن أعمال العنف الشديدة التي تمارسها قوات الأمن السورية والتي أدت الى مقتل العديد من المتظاهرين المسالمين في 22 إبريل الجاري إلى أن وصل العدد إلى أكثر من600 قتيل منذ 15 مارس الماضي حسب منظمة "سواسية" السورية لحقوق الانسان. 

وإذا كان صمت العرب تجاه ما يحدث في سوريا من أساليب القوة التي تستخدمها قوات الأمن السورية تجاه المتظاهرين السلميين يبرره كثير من المحللين السياسيين من منطلق خوف العرب من زعزعة الاستقرار في المنطقة أكثر فأكثر بعد سقوط النظام السوري الحالي الأمر الذي يدفعهم للتفكير مرتين قبل تبني أي قرار تجاه حركة الاحتجاج في الشارع السوري على حد قولهم ، إلا أن السؤال يبقى مطروحا : هل من الإنسانية أن يضلوا صامتين أمام الأساليب_ المبيدة لأدنى حقوق الإنسان_ التي تحدث في الشوارع السورية من قبل قوات الأمن والشرطة ؟ أما عن موقف أمريكا _ تجاه ما يحدث لأبناء سوريا من قمع وعنف شديدين _ والتي تدَعي دعمها للديمقراطية في العالم  اتخذت من ما يجري في شوارع سوريا من جرائم ضد الإنسانية ذريعة لاتهام إيران _العدو اللدود لها _ بالتدخل في تزويد الرئيس بشار الأسد بالأسلحة لقمع التظاهرات الشعبية ،  حيث كانت الصحف الأميركية قد ذكرت مؤخرا إن طهران تزود دمشق بمعدات لمكافحة الشغب من أجل قمع المتظاهرين منطلقة من الرفض الدولي لأي تصرف ضد الديمقراطية . واتهم أوباما بشكل مباشر الرئيس السوري بالسعي للحصول على مساعدة طهران لقمع الاحتجاجات وقال أن الأسد سعى للحصول على المساعدة الايرانية لقمع السوريين باستخدام الأساليب الوحشية نفسها التي يستخدمها حلفاؤه الإيرانيون ." 

وفي هذا الشأن فإنني لست في موضع تبرئة طهران لكن ما أود قوله هنا أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تدين ما تفعله قوات الأمن والشرطة السورية بحق المتظاهرين إنطلاقا من تضامنها مع ترسيخ مفهوم الديمقراطية الشعبية وإنما استغلت الأوضاع التي تحدث هناك لإيجاد ما تدين به إيران أمام المجتمع الدولي كعدو لها ، وإذا لم يكن كذلك فهلا تقول لنا يا أوباما ماذا فعلت أمريكا كدولة كبرى في العالم لتثبت رفضها التام لقمع الديمقراطية في الشارع السوري أو حتى تحمي الأبرياء من الرصاص الحي لقوات الأمن السورية ؟

وهناك أيضا في اليمن فالوضع ليس بأفضل عن سوريا حيث الجرائم اليومية التي ترتكب بحق الشعب اليمني المطالب بحقه المشروع في الإطاحة بالنظام الحاكم ، فمنذ أن بدأت الشوارع اليمنية تكتظ بالاعتصامات المطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وقوات الأمن تتفنن في استخدام  أساليب القمع ضد المتظاهرين ، حيث خلفت المواجهات بين الشرطة \ الأمن والمتظاهرين منذ بداية حركة التظاهرات في عدن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى إلى الآن والعدد في إزدياد مستمر فضلا عن الإعتقالات السياسية لما أسموهم بالناشطين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان ، وإذا كان الهدف من الاستجابة العنيفة للتظاهرات من قبل الحكومات العربية المستبدة هو إسكات وإخماد لهيب الحركات التظاهرية فإن الأمر يبدو واضحا وجليا لهؤلاء الحكام بأن هذه الأساليب تؤجج الوضع وتزيد من لهيب الإحباط أكثر فأكثر وبالتالي الإصرار على المطالب ، الأمر الذي يطرح تساؤلا عن ما إذا كان الهدف من انتهاج تلك الأنظمة الحاكمة لمثل هذه الأساليب القمعية يكمن في مقاومتها لمفهوم الديمقراطية أم أنه رغبة في الانتقام ممن لايقدس وجودهم وكيانهم كرؤساء أبديين لبلدانهم ، أم أن الأمر يتعلق بتوعد هؤلاء بسحق ليس المتظاهرين فقط وإنما كل من تواجهه دباباتهم ورصاصهم الحي من الأطفال والنساء والأبرياء قبل رحيلهم من السلطة . 

أما عن ليبيا فيبدو هناك أن الرئيس الليبي معمر القذافي يتخذ من وجوده في الكرسي الحاكم كرئيس آية مقدسة لا يمكن المساس بها ، كيف لا بعد الإبادات الجماعية التي اتخذها ضد الأفراد المدنيين _ المطالبين بحقوقهم المشروعة في توفير عيش كريم يضمن مستقبلهم ومستقبل أرضهم من خلال الإطاحة بالنظام الحاكم_ ليس في ميادين التظاهرات فحسب بل تجاوز الأمر لمحاولته في سحق كل من على الأرض الليبية " دار دار ، زنجة زنجة ، فرد فرد " مستعينا بالمرتزقة الذين أتى بهم كسلاح لقمع شعبه بعد أن أدرك أن الجيش الليبي لايمكن ان يقف بصفه ضد وطنه وأخوانه وأبنائه وآبائه في سبيل البقاء على نظام حكم مستبد دام أكثر من 40 سنة . 

قد تكون الدماء التي هدرت في الشوارع الليبية والجثث التي أحرقتها كتائب القذافي آلمتنا جميعا كمتابعين لها خلف الشاشات لكنها في الوقت نفسه أوضحت للعالم أجمع مدى وحشية النظام الذي يحكم ليبيا من جهة ومدى منطقية الشعب الليبي والعربي عامة في تظاهراته التي تنادي بإطاحة حكومات ديكتاتورية سعت للوقوف دون الديمقراطية الشعبية من جهة أخرى الأمر الذي دفع المجتمع الدولي للمناداة بأهمية احترام حق  المتظاهرين السلميين في التعبير عن آرائهم وإدانة القصف العشوائي الذي استخدمته كتائب القذافي ضد المدنيين .

وفي الوقت الذي ضلت فيه الدول العربية تترقب المشهد من بعيد واكتفت بنقل الأخبار والأحداث وأعداد القتلى والجرحى كأداء لوظيفتها الإعلامية دون أدنى ردة فعل صارمة تؤكد من خلالها إدانتها للمذابح التي ارتكبت بحق المدنيين في الأراضي الليبية مكتفية بتصريحات شفهية فقط ترفض من خلالها سحق الثورة الشعبية ؛ تهافتت الدول للتعبير عن رفضها التام إزاء الوضع في ليبيا جيث أعلنت  " بيرو" تجميد العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا حيث كانت أول دولة تتخذ مثل هذا الإجراء وسط حملة دموية لقمع الثورة الشعبية التي تسعى للإطاحة بالعقيد معمر القذافي ، حيث قال رئيس بيرو ألان غارسيا في بيان صحفي_ حسبما نقلت الجزيرة نت _: "بيرو ستجمد كل العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا إلى أن يتوقف العنف ضد الشعب" . 

وقال غارسيا أيضا إن بيرو ستطلب من مجلس الأمن الدولي إقامة منطقة حظر طيران في المجال الجوي الليبي حتى لا تستخدم الطائرات الحربية ضد الشعب الليبي. وعندما نجحت موجة التظاهرات العربية هذه في الإطاحة بأنظمة حكم ديكتاتورية كنظام التونسي ابن علي المخلوع والمصري حسني مبارك فإنها في الوقت ذاته كشفت عن الشخصيات الحقيقية التي خططت لها إسرائيل أن تكون على رأس حكم بعض الدول العربية والتي رمت كل ما من شأنه أن يعلي من حقوق الإنسان على جدار الحائط عندما التمست أن "حقوق الإنسان " هذه يمكن أن تنحيهم جانبا عن رأس السلطة .