تنتظر على الشطآآآآن جواب أحدهم ..@@

الاثنين، 6 فبراير 2012

زميلي سائق أجرة !



قد لانصدق ذلك ، وقد نلقي اللوم على الشاب ذاته ، لكن يبدوا الواقع مؤلما جدا لو رويت لكم حكاية زملائي ممن تخرجوا من الجامعة من بعض التخصصات_من بينهم تخصصي_ حينما كنا نتبادل أحاديث مستجدات حياتهم بعد التخرج بشهادة البكالوريوس من جامعة السلطان قابوس _ الجامعة التي يُشهد عليها بالمكانة المرموقة في عمان على الأقل _ لنفاجأ بعباراتهم التذمرية والتي تحمل بين سطورها اليأس وكأنما تسمع عزيزي القارئ حديث رجل قد سبقه قطار الزمن ووصل إلى مرحلة من العمر تجعله لايفكر بالغد كثيرا ، الأمر الذي لم يجعلنا نتفاءل كثيرا بمكانتنا غدا في سوق العمل بعد التخرج بعد فترة قصيرة .

قد تبدوا لك عزيزي القارئ علامات مبالغة في أحرفي السابقة ، لكن للأسف المؤلم حروفي لم تنقل إلا واقعنا ، لاسيما وأن هؤلاء الشباب لديهم ما لديهم من الانتاجات الإبداعية خلال مسيرتهم في الجامعة ، وملفاتهم الشخصية تشهد لهم بذلك ، ناهيك عن المعدلات الجيدة التي تخرجوا بها بعد سنوات ليست بالقصيرة بين أركان الجامعة امتدت إلى الخمس والستة أعوام ! فماذا ينقص هؤلاء أيها المعنيون حتى لايُكرمهم الوطن بوظائف من قلب تخصصاتهم أو حتى قريبة من مجالهم على الأقل كي تؤمٍن لهم حياة كريمة بين وطنهم ؟!

تفاجأت كثيرا عندما علمت أنهم يقضون يومهم في "تكسي" سيارات أجرة "يمشون حالهم بها " ، مع العلم أنهم تقدموا لوظائف عديدة اقتربت وابتعدت عن تخصصاتهم ولم يُكرم منهم بأحدها إلا من يمتلك  العصا السحري "الواسطة" ! علما بأن منهم من تخرج قبل 3 سنوات وبمعدلات جيدة وإلى الآن لازال يحاول كسب معيشته من "سيارة أجرة " يجوب بها بين أحياء العاصمة .

لست هنا بصدد إنقاص شأن هذه الوظيفة ، فهي _أتفق معكم_ مهنة قد تدُرَ أرباحا جيدة فيما لو أُحسن استغلالها ، لكنكم تتفقون معي بأنه ليس من العدل أن يكون مصير من قضى سنوات بين دفاتر الجامعة على أمل أن يحظى بوظيفة ومكانة جيدة في سوق العمل ووسط مجتمعه يكون في وظيفة قد يشغلها ممن لايحمل أدنى المؤهلات العلمية !

قد تقولون أن طبيعة تخصصه قد لاتتناسب ومتطلبات سوق العمل ، أو أن العدد الهائل من حملة شهادة البكالوريوس في نفس تخصصهم يحول دون إيجادهم للوظيفة المناسبة خلال فترة قصيرة ، لكن ألا تعتقدون أن ذلك لايبرر المشكلة خصوصا وأن الجامعات والكليات يفترض أن لاتفتح أبوابها لأعداد هائلة من الطلاب في تخصصات تعلم بأنها غير مطلوبة في سوق العمل ، ومع ذلك فإنني أقول لكم بأن سوق هذا التخصص "الإعلام" يفتقر وبشدة إلى أمثالهم المنتجين .

كيف لانغار على شبابنا ونخاف على مستقبلهم المجهول إذا كانت نسبة الباحثين عن عمل في السلطنة _والتي أعلن عنها أحد المسئولين في أحد حلقات برنامج حوار الشباب الذي يبث على قناة تلفزيون السلطنة_ بين 24- 30 % ! هذه النسبة ونحن نتمتع باقتصاد جيد في بلد لايصل سكانه ثلاثة مليون نسمه ويبلغ متوسط سعر برميل النفط الذي يبيعه 80 دولار تقريبا _ إذا لم يكن أكثر _  في أسوأ الأحوال .