تنتظر على الشطآآآآن جواب أحدهم ..@@

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

تلك قفزتهم...وهذي قفزاتنا




رجل بالأمس أضاف شيئا للتاريخ ، ليس مجرد شيء بل لحظات قد تضيف الكثير من الحقائق العلمية وربما مزيد من القوانين في مختلف مجالات الفيزياء ..

تفاصيل عديدة أمام شاشات التلفاز بما احتوته من تقارير وملامح أكدت لنا أن ثمة بشر يصنعون الانجاز ويكتبون التاريخ بأبحاثهم...يبحثون بعمق لسنوات وعقود وربما قرون لصناعة لحظة واحدة تكتب في سجل التاريخ وتضاف لقائمة الحقائق العلمية لصالح البشرية ..

كل ذلك من يصنعه ؟ رجال غربيون ونساء غربيات .. 

نحن العرب _ ولا أقول المسلمين لأن ثمة غرب مسلمين_ ماذا صنعنا ؟ هل سجلنا الكثير للتاريخ ؟

قد يجيب أحدهم صنعنا تاريخا أيام جابر بن حيان ، وهارون الرشيد ، وطه حسين ، ووو الخ ... نعم هؤلاء وغيرهم نماذج للعرب نعتز بوجودهم في سجل التاريخ...لكن لو نسأل أنفسنا كم عددهم مقارنة بعدد المخترعين والأدباء والكتاب والمخرجين الغربيين العالميين في ملف التاريخ ؟ لاسيما خلال ال5 عقود الأخيرة !!

لو سألنا أنفسنا في هذا الوقت _وأعني عصر التقدم والتكنولوجيا والاختراعات والبحوث العلمية _:

 من صاحب أكبر محرك بحث في العالم ؟
من مخترع شبكة التواصل الاجتماعية_الفيس بوك_ التي تنافس على أن تصبح أكثر دولة في العالم سكانا ؟
من مخترع شخصية ميكي ماوس التي اخترقت جدران المنازل وعششت لفترة بين أطفالنا ؟
من مخترع برنامج (الواتساب) الذي نقضي فيه أكثر من 6 ساعات يوميا ؟
ما جنسية أشهر مخرج عالمي وكذلك ممثل عالمي ؟
من مخترع أضخم الطائرات الحربية وأسرع القطارات وأكبر السفن ؟

اذكر هذا كله حتى أخبركم بأن ذلك يحدث لديهم في الوقت الذي يلهى فيه العرب بشؤونهم القبلية وقيمهم المجتمعية التخلفية ، وصراعات على كراسي السلطة ، وانشغال تام بصناعة النكت عبر الهواتف الذكية ، والدخول في أرقام قياسية من خلال أكبر شوارما في العالم ، وأكبر صحن حمص في العالم ، وأكبر كبسة خليجية ووالخ ...

ونأتي في الأخير ونبرر بأن الغرب هم سببا رئيسيا لتأخرنا ، بينما تركز مديرة المدرسة في مدارسنا على صنع أكثر القوانين صرامة في تنظيم "لبس الطالبات" ، بينما لاتكلف نفسها لرفع تقرير واحد للمسؤولين عن وجود نقص في المواد المستخدمة في المختبرات أو انزعاجها من سطحية محتوى مناهج مادة معينة أو المطالبة في استجلاب خبراء علميين لاستنهاض الطلاب على البحوث العلمية والابتكارت والاختراعات..

وفي جامعاتنا يحارب الطالب المخترع وصاحب الابتكارات والبحوث العلمية ، ليس بالسلاح ولكن بالاهمال وعدم التبني وصنع عرقلات كبيرة أمامه بمبرر الاجراءات الرسمية و"البروتوكولات" التي ينبغي أن تمشي عليها انهاء المعاملات في هذه الجامعات وفي مختلف مؤسسات الدولة .
 
ثمة من يقولون أن إرادة الفرد وحدها هي من تصنع إنجازه ، وفيليكس كانت إرادته قوية فاستطاع أن يوثق شيئا للبشرية ... نعم الارادة مهمة جدا في هكذا لحظات ، لكن لو دققنا النظر في مشهد الأمس هناك مئات وربما آلاف البشر خلف "فيليكس" يدرسون ويحللون ويصححون ما يخطئ فيه فيليكس ..وثمة مليارات وملايين صرفت لتلك التجربة ..

لذلك نحن كعرب أفراد لايمكن أن نخلد ملفات من الانجازات ما لم يقف خلفنا من يساند ومن يبحث ومن يدعم بالمال وبالحقائق العلمية وبالدعم المعنوي كذلك .

الأحد، 14 أكتوبر 2012

بقايا حكاية...




في تلك الليلة استشعرت بأنها بقايا حكاية...انصتت ذاكرتي لصمت المكان ..فأعادت شيئا من الشوق .. لملمت بعضا من حنيني...رفعتني كالطير بعيدا عن الأرض...لكنها سرعان ما أيقنت أنها مجرد ذاكرة..فهوت بي من أعلى قمة هناك إلى حيث اللانهاية...

أيقضت قلبي من غفوته...أبت إلا أن تمحو كل ملامح النوم من عيناي المغمضتين...تشاجر القلب معها...مؤكدا أن لامكان يتسع لذكريات خلفت شوقا يزيده جرحا وألما ...فأجابته بخوف : إنني فقط أفسح المجال لك للحديث عني..

أنا هنا لازلت أنصت لهذا البوح ...لا أدري هل هو القلب من أجرم..أم هي الذاكرة من تحاول دغدغت نومي...وبين النسمات الباردة أحاول أن أنثر شيئا من هذا وذاك...لعلي أسلتهم قواي لإعدام تلك الذاكرة التي ما زالت تحدثني بحضن دافئ... وتشغلني باستعراض شريط ذكريات منها الملون ومنها الأحادي ...بينما هي تعمق حبرها الأسود على قلب أدمنها ..

أدركت حينها أن لامجال للهروب...فأنا من وضعت لنفسي مقعدا بين تلك الينابيع الخضراء ...التي شكلت مع المطر لوحة سلبت روحي بين تفاصيلها...وأغرقت عيناي بسحرها...وما أن رحل المطر وجفت الأرض ...لم يبق سوى بقايا أزهار..منها اليابس ومنها ما أحاول تلوينه بأحباري المتناثرة...

ارتمت كل هذه التفاصيل في أرضي تلك الليلة..اخترقت كل الطرق لتجالسني...تمنيت أنها لو لم تذهب...فالشوق يزداد عطشا وبها يرتوي القليل ...والحنين ينزوي لأنفاسها فيختلط معها ويكون الغريب..تدافعت الكلمات ...لكن الحبر كان قد جف...ولم تتسع ليلتي سوى للصمت...

فصوت الاعتراف يختنق أمام المشهد ..ويحتضر عند شفتاي ...وينفر من  أطراف يداي ليبتعد عن مصافحتي...جهلت كل شيء وكأنه كل آلامي ...عجزت عن قراءة دواخلي ...ناداني الصوت لأشرح له بهمس ..لم يكن يدري أني لا أقوى حتى على نطق أحرفه ...

فناديت ذاكرتي : أتوسل إليكِ...لا أريد الاختناق بكِـــ...


يتبع...