تنتظر على الشطآآآآن جواب أحدهم ..@@

الأحد، 14 أكتوبر 2012

بقايا حكاية...




في تلك الليلة استشعرت بأنها بقايا حكاية...انصتت ذاكرتي لصمت المكان ..فأعادت شيئا من الشوق .. لملمت بعضا من حنيني...رفعتني كالطير بعيدا عن الأرض...لكنها سرعان ما أيقنت أنها مجرد ذاكرة..فهوت بي من أعلى قمة هناك إلى حيث اللانهاية...

أيقضت قلبي من غفوته...أبت إلا أن تمحو كل ملامح النوم من عيناي المغمضتين...تشاجر القلب معها...مؤكدا أن لامكان يتسع لذكريات خلفت شوقا يزيده جرحا وألما ...فأجابته بخوف : إنني فقط أفسح المجال لك للحديث عني..

أنا هنا لازلت أنصت لهذا البوح ...لا أدري هل هو القلب من أجرم..أم هي الذاكرة من تحاول دغدغت نومي...وبين النسمات الباردة أحاول أن أنثر شيئا من هذا وذاك...لعلي أسلتهم قواي لإعدام تلك الذاكرة التي ما زالت تحدثني بحضن دافئ... وتشغلني باستعراض شريط ذكريات منها الملون ومنها الأحادي ...بينما هي تعمق حبرها الأسود على قلب أدمنها ..

أدركت حينها أن لامجال للهروب...فأنا من وضعت لنفسي مقعدا بين تلك الينابيع الخضراء ...التي شكلت مع المطر لوحة سلبت روحي بين تفاصيلها...وأغرقت عيناي بسحرها...وما أن رحل المطر وجفت الأرض ...لم يبق سوى بقايا أزهار..منها اليابس ومنها ما أحاول تلوينه بأحباري المتناثرة...

ارتمت كل هذه التفاصيل في أرضي تلك الليلة..اخترقت كل الطرق لتجالسني...تمنيت أنها لو لم تذهب...فالشوق يزداد عطشا وبها يرتوي القليل ...والحنين ينزوي لأنفاسها فيختلط معها ويكون الغريب..تدافعت الكلمات ...لكن الحبر كان قد جف...ولم تتسع ليلتي سوى للصمت...

فصوت الاعتراف يختنق أمام المشهد ..ويحتضر عند شفتاي ...وينفر من  أطراف يداي ليبتعد عن مصافحتي...جهلت كل شيء وكأنه كل آلامي ...عجزت عن قراءة دواخلي ...ناداني الصوت لأشرح له بهمس ..لم يكن يدري أني لا أقوى حتى على نطق أحرفه ...

فناديت ذاكرتي : أتوسل إليكِ...لا أريد الاختناق بكِـــ...


يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق