تنتظر على الشطآآآآن جواب أحدهم ..@@

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

تلك قفزتهم...وهذي قفزاتنا




رجل بالأمس أضاف شيئا للتاريخ ، ليس مجرد شيء بل لحظات قد تضيف الكثير من الحقائق العلمية وربما مزيد من القوانين في مختلف مجالات الفيزياء ..

تفاصيل عديدة أمام شاشات التلفاز بما احتوته من تقارير وملامح أكدت لنا أن ثمة بشر يصنعون الانجاز ويكتبون التاريخ بأبحاثهم...يبحثون بعمق لسنوات وعقود وربما قرون لصناعة لحظة واحدة تكتب في سجل التاريخ وتضاف لقائمة الحقائق العلمية لصالح البشرية ..

كل ذلك من يصنعه ؟ رجال غربيون ونساء غربيات .. 

نحن العرب _ ولا أقول المسلمين لأن ثمة غرب مسلمين_ ماذا صنعنا ؟ هل سجلنا الكثير للتاريخ ؟

قد يجيب أحدهم صنعنا تاريخا أيام جابر بن حيان ، وهارون الرشيد ، وطه حسين ، ووو الخ ... نعم هؤلاء وغيرهم نماذج للعرب نعتز بوجودهم في سجل التاريخ...لكن لو نسأل أنفسنا كم عددهم مقارنة بعدد المخترعين والأدباء والكتاب والمخرجين الغربيين العالميين في ملف التاريخ ؟ لاسيما خلال ال5 عقود الأخيرة !!

لو سألنا أنفسنا في هذا الوقت _وأعني عصر التقدم والتكنولوجيا والاختراعات والبحوث العلمية _:

 من صاحب أكبر محرك بحث في العالم ؟
من مخترع شبكة التواصل الاجتماعية_الفيس بوك_ التي تنافس على أن تصبح أكثر دولة في العالم سكانا ؟
من مخترع شخصية ميكي ماوس التي اخترقت جدران المنازل وعششت لفترة بين أطفالنا ؟
من مخترع برنامج (الواتساب) الذي نقضي فيه أكثر من 6 ساعات يوميا ؟
ما جنسية أشهر مخرج عالمي وكذلك ممثل عالمي ؟
من مخترع أضخم الطائرات الحربية وأسرع القطارات وأكبر السفن ؟

اذكر هذا كله حتى أخبركم بأن ذلك يحدث لديهم في الوقت الذي يلهى فيه العرب بشؤونهم القبلية وقيمهم المجتمعية التخلفية ، وصراعات على كراسي السلطة ، وانشغال تام بصناعة النكت عبر الهواتف الذكية ، والدخول في أرقام قياسية من خلال أكبر شوارما في العالم ، وأكبر صحن حمص في العالم ، وأكبر كبسة خليجية ووالخ ...

ونأتي في الأخير ونبرر بأن الغرب هم سببا رئيسيا لتأخرنا ، بينما تركز مديرة المدرسة في مدارسنا على صنع أكثر القوانين صرامة في تنظيم "لبس الطالبات" ، بينما لاتكلف نفسها لرفع تقرير واحد للمسؤولين عن وجود نقص في المواد المستخدمة في المختبرات أو انزعاجها من سطحية محتوى مناهج مادة معينة أو المطالبة في استجلاب خبراء علميين لاستنهاض الطلاب على البحوث العلمية والابتكارت والاختراعات..

وفي جامعاتنا يحارب الطالب المخترع وصاحب الابتكارات والبحوث العلمية ، ليس بالسلاح ولكن بالاهمال وعدم التبني وصنع عرقلات كبيرة أمامه بمبرر الاجراءات الرسمية و"البروتوكولات" التي ينبغي أن تمشي عليها انهاء المعاملات في هذه الجامعات وفي مختلف مؤسسات الدولة .
 
ثمة من يقولون أن إرادة الفرد وحدها هي من تصنع إنجازه ، وفيليكس كانت إرادته قوية فاستطاع أن يوثق شيئا للبشرية ... نعم الارادة مهمة جدا في هكذا لحظات ، لكن لو دققنا النظر في مشهد الأمس هناك مئات وربما آلاف البشر خلف "فيليكس" يدرسون ويحللون ويصححون ما يخطئ فيه فيليكس ..وثمة مليارات وملايين صرفت لتلك التجربة ..

لذلك نحن كعرب أفراد لايمكن أن نخلد ملفات من الانجازات ما لم يقف خلفنا من يساند ومن يبحث ومن يدعم بالمال وبالحقائق العلمية وبالدعم المعنوي كذلك .

الأحد، 14 أكتوبر 2012

بقايا حكاية...




في تلك الليلة استشعرت بأنها بقايا حكاية...انصتت ذاكرتي لصمت المكان ..فأعادت شيئا من الشوق .. لملمت بعضا من حنيني...رفعتني كالطير بعيدا عن الأرض...لكنها سرعان ما أيقنت أنها مجرد ذاكرة..فهوت بي من أعلى قمة هناك إلى حيث اللانهاية...

أيقضت قلبي من غفوته...أبت إلا أن تمحو كل ملامح النوم من عيناي المغمضتين...تشاجر القلب معها...مؤكدا أن لامكان يتسع لذكريات خلفت شوقا يزيده جرحا وألما ...فأجابته بخوف : إنني فقط أفسح المجال لك للحديث عني..

أنا هنا لازلت أنصت لهذا البوح ...لا أدري هل هو القلب من أجرم..أم هي الذاكرة من تحاول دغدغت نومي...وبين النسمات الباردة أحاول أن أنثر شيئا من هذا وذاك...لعلي أسلتهم قواي لإعدام تلك الذاكرة التي ما زالت تحدثني بحضن دافئ... وتشغلني باستعراض شريط ذكريات منها الملون ومنها الأحادي ...بينما هي تعمق حبرها الأسود على قلب أدمنها ..

أدركت حينها أن لامجال للهروب...فأنا من وضعت لنفسي مقعدا بين تلك الينابيع الخضراء ...التي شكلت مع المطر لوحة سلبت روحي بين تفاصيلها...وأغرقت عيناي بسحرها...وما أن رحل المطر وجفت الأرض ...لم يبق سوى بقايا أزهار..منها اليابس ومنها ما أحاول تلوينه بأحباري المتناثرة...

ارتمت كل هذه التفاصيل في أرضي تلك الليلة..اخترقت كل الطرق لتجالسني...تمنيت أنها لو لم تذهب...فالشوق يزداد عطشا وبها يرتوي القليل ...والحنين ينزوي لأنفاسها فيختلط معها ويكون الغريب..تدافعت الكلمات ...لكن الحبر كان قد جف...ولم تتسع ليلتي سوى للصمت...

فصوت الاعتراف يختنق أمام المشهد ..ويحتضر عند شفتاي ...وينفر من  أطراف يداي ليبتعد عن مصافحتي...جهلت كل شيء وكأنه كل آلامي ...عجزت عن قراءة دواخلي ...ناداني الصوت لأشرح له بهمس ..لم يكن يدري أني لا أقوى حتى على نطق أحرفه ...

فناديت ذاكرتي : أتوسل إليكِ...لا أريد الاختناق بكِـــ...


يتبع...

الجمعة، 25 مايو 2012

ما حدث بالأمس !!



في ليلة البارحة الساخنة ، وبينما كنا ننعم بأجواء التكييف الباردة ، فجأة وبدون سابق إنذار تُقطع الكهرباء _ عادات وتقاليد تتكرر شهريا في ولاية منح _ كانت الساعة الحادية عشر ليلا ، وكانت حمى إنفلونزا الصيف تراودني بغضب ، لم ينطق أحد من أخواني الصغار بكلمة واحدة لحظة الانقطاع ، لا أدري هل هو خوف أم تعود أم صمت الغضب .

انتظرنا عودة الحياة بشيء من الهدوء وبعض الصبر لمدة ساعة كاملة ، بعد الساعة بدأ الجميع يتأفف وصراخ أخي ذو الثلات سنوات يعلو ، يتصل والدي بين الحين والآخر بطوارئ كهرباء الولاية _ هذا الرقم الذي يحتفظ به كل بيت في الولاية _ ليجيبه الموظف : " اسمحولنا في خلل وجالسين نعالجه " ، ليرد أبي :" عندنا أطفال والجو حار ، شو هذا الاهمال عندكم " ، فيجيب : " انتظروا أخي الكريم بترجع الكهرباء بعد نص ساعة " .

استمر الوضع هكذا لساعات ، الجميع غاضب وكل يأخذ زاوية ما في "حوش البيت" ، لكن الأمر المدهش حقا أن الصمت سيد الموقف ولا صوت سوى التأفف وصراخ أخي بين الحين والآخر . استمر الوضع هكذا بهذه الصورة ، انتابني شعور لايمكنني وصفه ، فتخيل عزيزي القارئ : حمى ساخنة تتخلل عظامي بغضب وترتفع مع حرارة الجو التي لا تطاق ، ويتردد في أذني صراخ أخي الذي لايحتمل الحرارة لوجود عملية جراحية في قدمه ، أحسست أننا  نعيش 10 عقود للخلف ، بدأت أردد عبارات لاترضي من يقدس هذا الوطن ، عبرت في الفيسبوك وتويتر والواتسب وكل وسائل التعبير المتاحة في يدي حينها بجمل جردتني من مفهوم الوطنية ، رد علي أحدهم : " وطننا لايقبل بأمثالك ، فلتغادري ترابه " .

هكذا كان الوضع مخيف حتى عادت الحياة في فجر اليوم بعد انقطاع استمر حوالي 4 ساعات ، ظننت بأنني سأعوض الراحة والسكينة في صباح اليوم ، فأنصعق بتكرر مشهد انقطاع الكهرباء في الساعة العاشرة صباحا ، واستمر كذلك لساعات .

هذا المشهد عزيزئ القارئ لايقتصر على هذه الولاية ، بل يتكرر الأمر في كثير من ولايات السلطنة وبشكل دوري ، ولأسباب مهما كانت قوتها فهي غير مقنعة بعد أكثر من 40 عاما على عمر النهضة .

عذرا سعادة رئيس الهيئة العامة للكهرباء والمياه : العالم يتسابق اليوم إلى مراحل متقدمة في خلق ثورات صناعية عظيمة ، ونحن في عمان لازلنا متخبطين في تأسيس بنية تحتية سليمة ، كيف لا في زمن انقطاع الكهرباء فيه يعني توقف الحياة بكل مفرداتها . اذا كان الوضع سيستمر هكذا لسنوات بشكل متكرر ، فلتتكرموا بتنبيهنا حتى نكيف أنفسنا بالأدوات اللازمة مثلما كيف آباؤنا أنفسهم قبل 50 عاما ، ولننظف الغبار عن القناديل التي نحتفظ بها في مخازننا لإعادة استخدامها اليوم في القرن الحادي والعشرين .. هذا إذا كان الجميع يعرف مفهوم القنديل وماهيته ، ولنوجد بدائل لاعتمادنا على استخدام اللابتوب والهاتف و"الليتات" ، والمكيف ، والمكواة ، والمايكرويف .

عذرا لمن لم يحتمل عباراتي بالأمس والتي مست بقدسية الوطن ، فأنا هنا أقدم أسفي للوطن لكن على الوطن أيضا أن يقدم أسفه لي بما فعله بالأمس ، وليعتذر سعادة رئيس الهيئة العامة للكهرباء والمياه من أخي الصغير الذي عانى ألم تعرض قدمه للحر، ووالدتي التي تعبت معه ، ليتعذر لكل طفل رضيع صرخ بالأمس وعانى شدة الحر في منتصف الليل.

عذرا فالوضع لايمكن أن نرضى به هكذا ونحن نعيش في دولة تبيع متوسط سعر برميل النفط ب 90 دولارا ، وبها من الثروات البحرية والجبلية والطبيعية ما يكفي لهدم مفهوم الفقر في المجتمع .

الاثنين، 6 فبراير 2012

زميلي سائق أجرة !



قد لانصدق ذلك ، وقد نلقي اللوم على الشاب ذاته ، لكن يبدوا الواقع مؤلما جدا لو رويت لكم حكاية زملائي ممن تخرجوا من الجامعة من بعض التخصصات_من بينهم تخصصي_ حينما كنا نتبادل أحاديث مستجدات حياتهم بعد التخرج بشهادة البكالوريوس من جامعة السلطان قابوس _ الجامعة التي يُشهد عليها بالمكانة المرموقة في عمان على الأقل _ لنفاجأ بعباراتهم التذمرية والتي تحمل بين سطورها اليأس وكأنما تسمع عزيزي القارئ حديث رجل قد سبقه قطار الزمن ووصل إلى مرحلة من العمر تجعله لايفكر بالغد كثيرا ، الأمر الذي لم يجعلنا نتفاءل كثيرا بمكانتنا غدا في سوق العمل بعد التخرج بعد فترة قصيرة .

قد تبدوا لك عزيزي القارئ علامات مبالغة في أحرفي السابقة ، لكن للأسف المؤلم حروفي لم تنقل إلا واقعنا ، لاسيما وأن هؤلاء الشباب لديهم ما لديهم من الانتاجات الإبداعية خلال مسيرتهم في الجامعة ، وملفاتهم الشخصية تشهد لهم بذلك ، ناهيك عن المعدلات الجيدة التي تخرجوا بها بعد سنوات ليست بالقصيرة بين أركان الجامعة امتدت إلى الخمس والستة أعوام ! فماذا ينقص هؤلاء أيها المعنيون حتى لايُكرمهم الوطن بوظائف من قلب تخصصاتهم أو حتى قريبة من مجالهم على الأقل كي تؤمٍن لهم حياة كريمة بين وطنهم ؟!

تفاجأت كثيرا عندما علمت أنهم يقضون يومهم في "تكسي" سيارات أجرة "يمشون حالهم بها " ، مع العلم أنهم تقدموا لوظائف عديدة اقتربت وابتعدت عن تخصصاتهم ولم يُكرم منهم بأحدها إلا من يمتلك  العصا السحري "الواسطة" ! علما بأن منهم من تخرج قبل 3 سنوات وبمعدلات جيدة وإلى الآن لازال يحاول كسب معيشته من "سيارة أجرة " يجوب بها بين أحياء العاصمة .

لست هنا بصدد إنقاص شأن هذه الوظيفة ، فهي _أتفق معكم_ مهنة قد تدُرَ أرباحا جيدة فيما لو أُحسن استغلالها ، لكنكم تتفقون معي بأنه ليس من العدل أن يكون مصير من قضى سنوات بين دفاتر الجامعة على أمل أن يحظى بوظيفة ومكانة جيدة في سوق العمل ووسط مجتمعه يكون في وظيفة قد يشغلها ممن لايحمل أدنى المؤهلات العلمية !

قد تقولون أن طبيعة تخصصه قد لاتتناسب ومتطلبات سوق العمل ، أو أن العدد الهائل من حملة شهادة البكالوريوس في نفس تخصصهم يحول دون إيجادهم للوظيفة المناسبة خلال فترة قصيرة ، لكن ألا تعتقدون أن ذلك لايبرر المشكلة خصوصا وأن الجامعات والكليات يفترض أن لاتفتح أبوابها لأعداد هائلة من الطلاب في تخصصات تعلم بأنها غير مطلوبة في سوق العمل ، ومع ذلك فإنني أقول لكم بأن سوق هذا التخصص "الإعلام" يفتقر وبشدة إلى أمثالهم المنتجين .

كيف لانغار على شبابنا ونخاف على مستقبلهم المجهول إذا كانت نسبة الباحثين عن عمل في السلطنة _والتي أعلن عنها أحد المسئولين في أحد حلقات برنامج حوار الشباب الذي يبث على قناة تلفزيون السلطنة_ بين 24- 30 % ! هذه النسبة ونحن نتمتع باقتصاد جيد في بلد لايصل سكانه ثلاثة مليون نسمه ويبلغ متوسط سعر برميل النفط الذي يبيعه 80 دولار تقريبا _ إذا لم يكن أكثر _  في أسوأ الأحوال .

السبت، 17 ديسمبر 2011

أمضي أم أنتظر ...


على شاطئ الليل توسدت الرمال
منتظرة قارب الغد الذي داعب مخيلتي
وكأنني ألمحه آتيا نحوي من بعيد
لايكاد يقترب حتى يبتعد عن مقلتاي
يقسو علي بثقل ما حمًلتُه من أمنيات
ليميل تارة نحو الغرق بقسوة الرياح
آآآآه كم انتظرته بلهفة بين الشطئان
لعل رياحه تصغي لترحي فتتلاشى
كم أحبك بكل ما أنت آت به نحوي
وكم  تبكيني بسيرك حيث لا أرى
صرخت بصمت خوفا من أنين الرمال
 في ذلك الليل الدامس بالسكون
كم طالت ليلتي بين أحضان الظلام
هل ستأتين شمس النهار فتحيين أملي؟
أم أن قدومك سيأتي فقط للرحيل
كم أصرخ لعل هناك من يصغي
ليوقف اندفاع الرياح وحطامها عن سيره
لازلت بين تلك الشطئان حيث لا أحد
هل سأرحل بألمي وأترك أمنياتي تغرق
وأترك للأيام إحياء ما أغرقته رياحها ؟
أم أن بين بحر من اليأس لازالت قطرة أمل ؟
هل سأمضي أم أنتظر ؟؟


الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

"الزمن" بثمن جديد .....!!



ترقبت كجزء من الرأي العام العماني قضية يدونها التاريخ كنقطة سوداء في صحافتنا العمانية ، تجردت أثناء متابعتي لها من كوني دارسة للصحافة ومقبلة بعد فترة ليست بالطويلة على الإلتحاق بالسوق الصحفي حتى لا أتحيز لــ"الزمن" أولا وحتى لا أُحبَط ثانيا .

تأخرتُ عزيزي القاريء في كتابتي لمقالتي كثيرا بحثا عن أعذار تبرر لوزير العدل العماني رفع القضية كشكوى ضد الصحيفة بدلا من حل القضية وديا ، وبحثا عن أعذار كذلك للإدعاء العام بأن يحرك الدعوى بتلك الفورية  بعد أن رفعها له الوزير "هاتفيا " وفي المقابل هناك من القضايا التي تخص المواطنين التي اكملت فترات طويلة لدى الإدعاء العام ولم يتم حلها بعد ، كنت أبحث أيضا عن أعذار للإدعاء العام عندما جعل نفسه محاميا للوزير ووكيله وطلب من القاضي الحكم بغلق الجريدة وحظر نشر وقائع الجلسات ، تأملت أن أجد عذرا يمنع وزير العدل من أن يستخدم أسلوبا جميلا في الرد على القضية من خلال نشره مقالا _كرد_ على سبيل المثال في نفس المساحة التي اتُهِمت فيها الزمن بالإساءة له " إهانة كرامة وتسويف " _حسب ماجاء في شكواهم _ .

ما أحبطني فعلا هو عدم وجود رد فعل - ولو خجول - من قبل الصحافة العمانية إزاء هذه القضية التي تعتبر سحقا لحرية  التعبير و إجحافا بحق ممارسة العمل الصحفي  ، لم تبدي صحافتنا الموقرة أي إهتمام بالقضية وكأنها لم تكن ، في الوقت الذي تناولت فيه الصحافة العالمية ومنظمة العفو الدولية ومؤسسات صحفية أخرى الخبر واعتبرته إدانه بحق الصحافة والصحفيين . 
ألهذه الدرجة يتترجم على صحافتنا مسمى "صوت الحكومة " ؟ !
هل كان الأمر يستدعي فعلا هو أن ترفع القضية للإدعاء العام ومن ثم يتم تحريكها للمحكمة سواء أخطأت الزمن أو أصابت  ؟
هل كانت المحكمة الابتدائية بمسقط عادلة في حكمها _ لاسيما وأن الصحفي يوسف الحاج يمتلك من الوثائق والأدلة الرسمية التي تثبت التظلم الذي نشره عن الموظف هارون المقيبلي _ ؟!
ألم يكن بإمكان الوزير _ كوزير عدل _ أن يعدل بحق هذا الموظف وينظر للقضية باعتبارها تظلما قبل إعتبارها إهانة له ولوكيله ؟

لست متحيزة هنا لهذا الموظف باعتباره مطالبا بحق شرعي ، وأعلم بالفعل أن الوزير في النهاية بشر يمكن أن يخطيء بقصد أو بدون قصد ، وأعلم أنه لايمكن لأحدنا أن يقبل بالخطأ عليه علنا لاسيما إذا كان ذو مسؤولية عُليَا في البلد ، لكن والله كم هو جميل عندما يخطيء أحدنا _ قلت مرتبته أو ارتفعت _ أن يعترف بخطئه أمام نفسه قبل الآخرين ومن ثم يكسب ودهم واحترامهم ، لكن القضية وللأسف الشديد صفعت محبي الكلمة الحرة في عُمان والعالم قبل أن تصفع الزمن والمتهمين الثلاثة ...
أعترف لكم بأنني مُحبطة إزاء القضية لكنني بالقدر نفسه متفائلة جدا بعد القضية ، هو شعوري هذا حقا جنوني لكنه واقعي ، أتدرون لماذا ؟ لأن الزمن بقضيتها هذه كسبت ود جزء كبير – إن لم يكن غالبية – من الرأي العام ، وعلى الرغم من قرار المحكمة القاسي بسجن المتهمين الثلاثة خمسة أشهر وغرامة مالية ب 5 ريالات على كل منهم  وإغلاق الصحيفة شهرا بالإضافة إلى 200 ريال كقيمة للإستئناف عن كل متهم ، إلا أنني متيقنة بأن لاشيء من هذا سيتم _باستثناء الخمسة ريالات ! _ ولن تغلق الصحيفة ؛ بل بالعكس يكفي الصحيفة ورئيس تحريرها شرف كسب ود الشارع العماني واحترام جميع من يقدر مصلحة البلد والكلمة الحرة .

لا أنكر هنا أن القضية قادتني بالفعل  إلى تصفح قانون المطبوعات والنشر العماني باحثة عن ما يحدد واجبي ويضمن حقي في وظيفتي المستقبلية ، كنت أفتش بين البنود عن مايضمن فعلا حق الصحافة في عمان  لممارسة عملها كسلطة رابعة لكشف الفساد ورقابة المؤسسات الإدارية والمدنية في الدولة والمجتمع والبحث عن الحقيقة كذلك  ، للأسف الشديد وجدت القانون "عتيق " وسط هذه الثورة المعلوماتية في العالم أجمع  ولايمكن ببنوده الحالية أن يكون مرن وسط كل هذا .
من هنا أقول نحن بحاجة ماسة إلى أن يُحدًث هذا القانون الذي لم يطرأ عليه تغيير منذ الثمانينات _باستثناء التحديث الذي جاء في 2004 فيما يخص المؤسسات  الإعلامية الخاصة فقط  ، وذلك حتى يتمكن من أن يتماشى وظروف العصر الذي لايمكن للإعلامي والمؤسسة أن تمشي ضد تياره .





الخميس، 4 أغسطس 2011

سألتها فأجابت ...


سألتها وأجابت ، في حوار بيني وبينها ...أدعوكم لقرائته ، لعلي رأيت الحياة من زاوية أخرى لحظتها ..!! 

-          هل تدركين عزيزتي أن الدنيا تحتمل الغدر ؟!
-         
-          نعم ، وصمتت.

-          لكن الزمن خائن ، والثقة نُهبت منه .

-          جميعها أشياء عرفتها من قبل ، وأصبحت معروفة لدى الجميع .

-          لكنني لأول مرة أتثبت من هذا الكلام !

-          إذن فأنتي مبتدئة في عالم البشر .

-          لكنني لست بأقل عمرا منك ؛ سوى ليال وساعات .

-          هو كذلك حقا ، لكنه يبدو لي بأنني أوفر حظا منك بلسعات البشر ، وضربات الحياة.

-          يالله ، إذن يفترض أن تكوني ذقتي طعم الخيانة ؟!

-          الخيانة ! صدمة اليوم التي ستشفين منها غدا .

-          لا  ، بل صدمة أبدية .

-          بل أؤكد لك بأنك ستشفين منها بعد مرور بضع ساعات وربما أيام .

-          وهل الجرح يشفى ؟ وإن شفى هل سيلتئم ؟

-          الجراح تندمل وتبقي أثراً ، لكن مع مرور الوقت يصبح تأثيرها علينا سطحي جدا ؛ كعلامة نتذكرها لكن لا تؤثر علينا.

-          كلامك جميل ، لكن الألم أقسى من أن أستوعبه .

-          ستشفين من أثر الصدمة ، وستمشي الحياة ، وستدركين أن صدمة اليوم درس لغدا . تعاملي مع الأشخاص وتوقعي الخيانة
لتتجنبي الصدمة . في كل كلمة وكل خطوة توقعي الخيانة ، وستستمر الحياة طبيعية .

-          و أين غابت الثقة ؟ أين غاب الوفاء ؟ هل أصبحنا نعيش وسط غابة ؟

-          نعم خلود للأسف هذا الواقع.. غابة !! المسلسلات والأفلام هي واقع ، ليست خيال مثلما نتوقع . الحياة ليست وردية كما تبدوا لنا ، جميعهم يختبئون خلف أقنعة.

-          آآآه كم هو واقع مؤلم ! قاس ! مؤلم جدا ! كم هي كثيرة دروس الحياة .

-          وبعد كل وقعة نقوم أقوى ..

-          إذن فلندفع ثمن ثقتنا ؟ وثمن حسن نوايانا ؟؟

-          لا تشغلين بالك عزيزتي ، هي الحياة هكذا ! فقط ارمين الهموم وراء ظهرك فلاشيء يستحق أن نثقل همومنا به !

-          ليت غدا يأت بسرعة ، ما بعده يأتي أسرع ، لعل وعسى أن أرى كلامك يتترجم واقعا .

-          لن ألومك ،  لسبب بسيط جدا وهو أنني مررت بمثل واقعتك هذه وكنت أحارب الألم .


فتربع الصمت عرش حوارنا ...