تنتظر على الشطآآآآن جواب أحدهم ..@@

الجمعة، 13 مايو 2011

آهات الأحباء...

بين أوراقي المتبعثرة فتشت عنه فلم أجد
سوى قصاصات تطايرت وداعبتها نسمات الهواء
جريت ورائها لعلي ألتقط ما يدلني إليه
فحال دوننا السكون المكتض بالأنين في المساء
آه من ذاك الظلام حينما احتوى معابر طريقي
في تلك الليلة التي أبت أن يحملها قنديل الضياء
ترقبت من بعيد ثمة شعاعات ضوء قادمة
فتلاشت حين رأت في مقلتي تلهف لمعانقة البهاء
آهات بعدها خلفتها ظلال لشعاعات وهمية
آهات أبت أن تفارقني دون إلتفافي للسماء
آآآه كم هو مؤلم أن يكون بيننا لكنه مغطى
واليد تأبى أن تكشفه وليس للعين سوى البكاء
أيقنت حينها أن للدمع مكان وأي مكان
حين لايكون للصمت سوى أنين لأسر الأحباء
أذابت بقسوتها أنفاسي المتوقئة لعينيه
فغلفت الإحساس بثمة أمنيات بعيدة عن الوفاء
ليقسو على قلبه بأحجار رمتها يداي المقيدتان
بسلاسل امتلأت بصدى حب تخلله الهدووء
فإلى متى أيها العشق المغرور ستبقى
هل لك من رحيل أم أنه ولادة نحو البقااء ؟

الأحد، 8 مايو 2011

حنين قاس !!



ظلام دامس...صمت بوحشته لساعات طويلة...
                  تلتف من حوله الآهات الأسيرة والأنين
يتعالى صوته المتشتت للضوء المنكسر...
                الذي لايلبث أن يشع لينضم إلى قاطرة السنون
سنون تتوالى بأحبارها كسرعة البرق ...
               حاملة معها أوراقي المتبعثرة ...بثقل مجنون
إلى أن أتى النهار ...ساحبا معه شعاعاته الممتدة
               إلى حيث لا ترى عيناي الساكنتان بالجفون
تطلعت مقلتاي المسجونتان إلى أفق ممدود... لتلمح من بعيد
                 قطرات متساقطة مرشوشة بملح من مزون
ارتفعت يداي لتلتقطها...ماسحة عنها أي غبار مدسوس
                 لكنها أبت إلا أن تلامس بساطا مفروشا للأنين
حيث لامجال للبوح بألم الإنتظار والشوق المجروح
               لامجال للقلم كي يحكي لأوراقه بحبره الملون
ملون بما خلفه البحر من أمواج تحمل رسائلها
                لمن بات بين شطئانه منتظرا جوابات المحبين
طال انتظارهم ...والريح من حولهم بعاصفتها العمياء
                لتقسو على مساءاتهم التي طالما تخللها السكون
آآه من ذاك المساء... بصمته أذااب جمودهم
               شتت أوهامهم ...خدش شوق أنفاسهم المنتظرة
للحظات أبت إلا أن لن تترك في نفوسهم سوى الإنتظار
                 لنحكي  رغما عنا مرة أخرى قسوة الحنين...

باسم حرية الكلمة...

مشهد من مشاهد عديدة رسمت ملامح ذلك اليوم ، استوقفني بعد مااستطاع أن يعبر مسار عيناي لكن لم يكن باستطاعة مخيلتي أن تتجاهله ، أحدهم يعبر عن وجهة نظره وبقوة أمام من حوله ، تعالى صوته بين هذا وذاك ناطقا بما يدور في عقله وبين ثنايا فكره حول القضية التي لا أعلم ما الدافع الذي أسقطها وسط طاولة النقاش _ التي لم تكن موجودة بالفعل _ ويداه ترفرف بساعديها هنا وهناك وكأنها تشير إلى الجميع بأصابع الإتهام ، الغريب عزيزي القارئ في المشهد أن وقفات حروفه التي لايمكنني أن أتجاهل جرأتها بغض النظر عن ما إذا كانت في موضعها أم لا لم تسعف المتهمين بالدفاع عن أنفسهم على الأقل ، بمعنى آخر لم يكن للرأي الآخر أقل أمتار مساحة ميدان الطرح الذي كان غريبا على ظروف القاعة التي جمعتهم تحت سقفها .
أدرك حقا أنه لايحق لي ولا لها ولا له ولا لهما ولا لنا أن نقمع حرية الرأي والتعبير أو مصادرة الفكر بغض النظر عما إذا كان في موضعه أم لا ، لكن الأمر الجدير بالإشارة إليه أن حرية رأينا وتعبيرنا لايجب إطلاقا أن تتعدى حريات الآخرين ولايحق لنا باسم _ حرية الكلمة _ أن ننزع وشاح احترام الإنسانية _ولا أقول فارق السن والمستوى الأكاديمي _في نقاشنا مع الآخر ، كما لايجب أن نشير بأصابع الإتهام إلى من نجهل مدى قربهم من قفص الإتهام حسب رأيه الذي يجهل أنه قد يكون إشادة في حقيقته .
وإن أردنا أن نفرض كلمتنا على ميدان النقاش ، أو بالأحرى أن نسمع الجميع ترجمة فكرنا ، فلا يمكن أن يكون الأسلوب الإستفزازي والهجومي وسيلة لذلك ، بل يجب أن نتخذ من خبرتنا الحياتية أسلوبا لطرح نظرتنا بأدلة مقنعة وأن نضع النقاط على الحروف بشكل مباشر والأهم أن نخاطبهم بروح تقترب من دواخل الجميع كسلاح رقيق يشعرهم بأن مانتحدث عنه هو أمر جدير بأن يثار حتى وإن لم يكن كذلك. 
ولأن الآخر_المدعى عليه _أخذ من الحياة مفرداتها ومن مشاهدها عبرها خلال سنوات ليست طويلة فإنه تجاهل أن الأصابع يشار بها إليه ، ليس انحراجا أو اضطرابا ، بل تجنبا لإلتفات الجميع إلى مدى عنف المدعي في الطرح ، وعندما انرسمت حروف الإدعاء على اسمه شخصيا ، أعلم ستتوقعون أنه سيدافع عن نفسه بروح تقترب من روح الإدعاء التي وقعت عليه ، لكن الذي حصل بالفعل_والذي أبهرني بردة فعله العقلانية_ أنه أجاب بما يطفيء النار إلى رماد .
إذن فكيف لنا أن نعزز رصيدنا الفكري إن ساهمنا في ركوده بقمعنا للرأي الآخر وفرض كلمتنا بقوة لاسيما وأننا قادة رأي بموضعنا الوظيفي غدا _ إن لم يكن اليوم _ والأهم من ذلك أننا مربي من يقود مسار المستقبل .

إرادة قط صغير ...

مشهد رائع من مشاهد مسرح الحياة التي تمر علينا دون أن نقف عندها ولو للحظات ، التقطه حبر قلمي ....عندما عجزت عدسة كاميرتي نقلها لكم ليس لشيء إنما لعدم تواجدها في الحدث لحظتها ...لم يتردد حينها القلم من تدوين ما تملي عليه مفردات المشهد من ترجمة حقيقية لمعنى الإرادة والعزيمة للوصول إلى المبتغى ...لكن المفردة الوحيدة التي تميز مشهدنا هذا هو مصدر إستلهام المبدأ الذي تمثل في قط صغير كنت أرقبه من نافذة بيتنا وهو يحاول ساعيا مرات ومرات للقفز إلى مكان عال في جدار بيت جيراننا ...كان يذهب بعد محاولات يائسة ليعود مرة أخرى بعد دقائق قليلة يعاود الكرة ، لم أكن أعلم مايحاول القط الصغير الوصول إليه أو بالأحرى لم أكن أعلم ما الذي كان يجاهد من أجله ... أو حتى أكون صادقة معك عزيزي القارئ أن ترقبي لاصرار القط على قهر عجزه شغلني عن معرفة مايختبئ هناك أعلى الجدار ... فكان يقاوم ويحسن التشبت بكل مايستطيع التشبت به وعند اقترابه من المكان الهدف يرتطم أرضا "بعنف" بالدرجة التي أثارت شفقتي ، تمنيت حينها لو أنني أدرك لغة تواصل بيني وبينه أرشده من خلالها إلى الذهاب والتخلي عن هدفه _على الرغم أنني كبشر أدرك تماما ماهية الهدف وحلاوته بعد شقاوة البحث عنه _ ... وبعد ثمان محاولات فاشلة للقط الصغير ظننت أنه استنفذ فيها بواقي طاقته نجح أخيرا في التاسعة وملامح وجهه كانت تبث فخرها بانجاز عظيم...
وقفت حينها بين نفسي لساعات أستعيد فيها ما مر من لحظات نسجت مفردات مبدأ رفيع يفتقده بعض البشر في مواطن عدة ، فحقا هي قدرته عز وجل التي جعلها في كائنه الضعيف الذي جسد من خلال المشهد السابق أن الإرادة الحرة تصنع المستحيل وتمحي الاستسلام ، كيف لا وعميد الأدب العربي "طه حسين" كان كفيفا اتخذ من إرادته وقودا لإصراره على استكمال تعليمه حتى أصبح أستاذا فى الجامعة ثم وزيرا للتربية والتعليم بمصر وقدم للمكتبة العربية مجموعه من الكتب الخالدة ، والموسيقار العالمي "بتهوفن" جسد هو الآخر مفهوم العزيمة حينما قاوم عجلة مسيرة حياته ليعيد حركتها بعد أن نوت التوقف عندما أصيب بالصمم لكنه واصل ابداعه وقدم موسيقاه التى لازال لها مكانها في العالم.
وفي نطاق الشعوب لن أذهب بعيدا عن الأحداث الجارية فها هو الشعب الليبي يترجم هذا المفهوم حرفيا بعدم استسلامه لنوائب الدهر ، وقهره للصعاب التي يمر بها ، فعلى الرغم من أن قلوبنا تخضع وأبداننا تقشعر للمشاهد المؤلمة هناك إلا أننا فخورين بعزيمة وإرادة رجالهم ونسائهم وأطفالهم التي لاتخضع للذل والمهان في سبيل تحرير الوطن وصونه...
فحقا لن نصنع أنفسنا ولن نثري أمجادنا ولن نحيي من أرواحنا مصدرا للسعي وراء أهدافنا إن بقينا نتسلل من خلف الستار خوفا من مواجهة مطبات الحياة ، وإن رسمنا لذواتنا مخططا " لتمشية الحال فقط " فلا يحق لنا فيما بعد أن نرمي اللوم على حكوماتنا بسوء حالنا الإقتصادي ونطالبها بتوفير معيشة تحقق لنا الممكن والمستحيل..

فرحت كفرحتك بالجديد ..!!

قلتها في مقالي السابق ولكن بقلم متردد نوعا ما بأن التغيير قادم ، اليوم وبعد الوجوه الجديدة التي أعلن عنها في التعديلات الوزارية مؤخرا والتي استقبلها العمانيون كنبأ بشرى مولود جديد لهم بعد سنوات من الإنتظار ، أكررها هذه  المرة ولكن بقلم ثابت في ما يكتب بأن إصلاحات خير آتية لعمان وشعبها ، كيف لا بعد رسائل التهنئة القصيرة التي تداولها العمانيون في ليلة الإعلان عن وزير جديد للمكتب السلطاني وآخر لديوان البلاط السلطاني وكأنها ليلة عيد ثالث تبادل فيها أبناء الوطن التهاني والتبريكات مؤمنين بأن عهدا جديدا سيطل على أرضنا الطيبة مرددين شعارات الولاء لله والوطن والسلطان رافعين أكف أدعيتهم لله بأن يحفظ ويعز سلطاننا .
لا أنكر عزيزي القارئ بأنني فرحت كفرحتك بل كفرحة قد تكون أعمق لكنني لا أنكر ماكان يراودني لحظاتها في دواخلي من ثمة  قلق حول ثبات السياسات الخاصة بكل وزارة والتي وضعها صناعها مسبقا ، انطلاقا من المبدأ المترسخ بشأن أن الأفراد مهما تغيروا تظل السياسات ثابتة ، لكن مع تصفحي للصحف في اليوم التالي مسحت على عيني عدة مرات لأستوعب أنني في يقظة وأنا أقرأ العناوين الرئيسية التي خطتها الجرائد المحلية في صفحاتها الأولى والمقالات التي عبر فيها كتابها عن مابدواخلهم بروح تجعلك تتنفس عبير الديمقراطية أو _ ع الأقل تعيش بعيدا وبعيدا عن إعلام الصوت الواحد _  تيقنت حينها بأن ولادة جديدة لإعلامنا قادمة إن شاءالله ، فحتما لن نرى نموا لحظيا لها اليوم أو غدا أو بعد الغد ، إنما الأمر يتطلب منا القليل من التريث والإمهال ، فالنتائج الإيجابية  طويلة المدى تدرك حقا عزيزي القارئ أنها تحتاج لدراسة طويلة الأمد نوعا ما .
ما أود قوله هنا أنكم مثلما جنيتم ثمار إعتصامكم وإرادتكم في التغيير والإصلاح أيها المعتصمون الأشراف ، عودوا اليوم لمنازلكم واعطوا حكومتنا الجديدة وسلطاننا المفدى مجالا للبحث في أعماق مختلف المجالات التي طالبتم بها ولنمهلهم قليلا لتقصي حقائق أسباب تراجع مستويات البلد الإقتصادية والإجتماعية في العقد الأخير _مقارنة بمستوى نمو دول الجوار التي تمتلك مستوى متقارب من ثروة سلطنتنا _ ومن ثم الوقوف على الحلول والمعالجات اللازمة ، لنعود وكما اقترح الكثير بعد 100 يوم  ونقيم التغييرات إزاء مطالبكم المشروعة .
أدرك أنه مازال هناك مطالب مهمة لم تنفذ بعد وأعلم أن تطلعات الشعب في تحسين الأوضاع ممتدة  لكن مما لاشك فيه أن رسالتكم وصلت ومطالبكم رفعت للمقام السامي ، وأعتقد بأن الذي استجاب للمطالب الأهم لن يغفل إطلاقا عن ما هو مهم ، ألا تعتقدون أن التسرع في تنفيذ المطالب دون دراسة متأنية لن يكون جدواه طوبل الأمد ؟ فبالفعل نحتاج لتأني بعض الشيء وأنا متيقنة بأنكم مثلما عيدتم بأنباء مسبقة "ستعيِدون" بأنباء قادمة من محتوى مطالب المعتصمين الرجال والنساء والبنين والبنات .
لفتة أخيرة لكل من أوكل له أي مهمة في قيادة سفينة عمان في مختلف بحار مجالاتها أيا كانت مسؤوليته ، فقط تأكد بأن هناك من يقيم استقامة سير السفينة من ركابها مهما اختلفوا في الأعمار أو أماكن جلوسهم ولتعلم أن عليك اختيار المحاسبة من قبل ذاتك فضلا عن الثقة ليكون مسارك آمنا . 

أستاذي الجديد ...

مشهد جديد أرويه لك عزيزي القارئ بدايته كانت من هناك ، حيث بدأ الأستاذ محاضرتنا الثانية في الأسبوع ذاته وهو لازال يسهب في حديث يبعد تارة ويقترب أخرى من المقرر ، بانتظار أن يبدأ الأستاذ في شرح المادة فعليا أو على الأقل أن يستعرض أمامنا مدخلا نستطيع من خلاله أن ندرك مسار المقرر ، مرت نصف ساعة ومن ثم ساعة وساعة ونصف ومن زملائي من يستخدم جواله والثاني سارحا في عالمه الخاص والثالث يتبادل مع الآخر تفاصيل حكاية تصارع وتصالح مع من يحب أو يكره ، منتظرين ما يستوقفهم من حديث جدير بأن يشد أسماع المتلقين .
وبينما ننتظر سماع مايحملنا إلى روح المقرر فإذا بالأستاذ ينظر لساعته ويقول انتهى وقت المحاضرة ، وهو لم يحدد بعد ملامح المحاضرة القادمة _ على الأقل _ وكأنه سرق ساعتين بواقع 120 دقيقة من الطالب باستنزافه في شرح الكلام المطلق الذي لاخلاف عليه لدى الجميع فيما يتعلق بمستقبل الطالب وحقوقه وواجباته ، فنحن في الحقيقة في ظل تأطير الوقت المخصص للمقرر الدراسي في الفصل الواحد لسنا بحاجة إلى أقوال كهذه .
إلى هنا قد لاتدرك عزيزي القارئ عظمة المشكلة لكن عندما أقول لك أن هذه المحاضرات الضائعة يدفع ثمنها الطالب في الأسابيع الأخيرة من الفصل ، ويلام الطالب حينها بعدم التزامه بإنجاز أعماله في الوقت المحدد ، بل قد يسلتزمه أن ينجز ما لايطيقه في وقت قياسي جدا ، كيف لا وقد يطلب منه هذا الأستاذ _الذي لم تكفيه محاضرتين لمحورة ما يريده من الطالب في مادته هذه _ في الأسابيع الأخيرة حين يدرك أنه لم يكمل جدولة ال100 درجة يطلب أعمال ستولد لحظتها ليجد الطالب ذهنه مشتتا بين هذا وذاك .
أضف إلى ذلك وبعيدا عن هيكلة الدرجات أنه إذا كان الأستاذ _الذي يقود فكر الطالب المقبل على ميدان العمل الذي يكون التصارع فيه قويا ولامجال للفوز إلا للأصلح _ لايدرك قيمة الوقت ولا يحفر في بواطن عقل طلابه مفهوم ثمن كل دقيقة من دقائقه فلماذا نتهم الطالب بالعشوائية في توزيع دقائق يومه على أنشطته ؟ ولماذا يحاسب الطالب المدرك لثمن وقته بالإنذارات والحرمان من المقرر و...الخ إذا قرر أن يستثمر ساعتي المحاضرة في قضاء نشاط له بعيدا عن زوايا القاعة الدراسية واثقا من أن وجوده في القاعة لاجدوى منه .
قد لا أرمي اللوم كله بجميع جزئياته إلى المحاضر فقط فقد يكون هذا كل شيء يستطيع تقديمه لأبناءه الطلاب، فهناك من عينه من قبل المؤسسة التعليمية التي لاتشترط سوى الشهادة على من يرغب أن يكون أحد قادة فكر طلابها ؛ لأنني أدرك حقا أن المؤسسة تعي تماما أن نيل الشهادات العليا أصبحت ليست بالصعبة في الوقت الراهن ولا يتلازم منحها لأصحابها مع مدى استحقاقهم لها .
ويضل السؤال مطروحا لك أستاذي العزيز: هل ستتخذ المحاضرات القادمة هذا النهج نفسه أم أن مجرى جديدا سنحظى به من وحيك لسير المحاضرات القادمة؟ إذا كان الجواب هو الأخير فهل ستعلن لنا عنه في الوقت بدل الضائع ؟ أم أن المدة الزمنية المتبقية كفيلة بترجمة " طريقتك العصرية في التدريس" ؟

فرحت كفرحتك بالجديد ..!!

قلتها في مقالي السابق ولكن بقلم متردد نوعا ما بأن التغيير قادم ، اليوم وبعد الوجوه الجديدة التي أعلن عنها في التعديلات الوزارية مؤخرا والتي استقبلها العمانيون كنبأ بشرى مولود جديد لهم بعد سنوات من الإنتظار ، أكررها هذه  المرة ولكن بقلم ثابت في ما يكتب بأن إصلاحات خير آتية لعمان وشعبها ، كيف لا بعد رسائل التهنئة القصيرة التي تداولها العمانيون في ليلة الإعلان عن وزير جديد للمكتب السلطاني وآخر لديوان البلاط السلطاني وكأنها ليلة عيد ثالث تبادل فيها أبناء الوطن التهاني والتبريكات مؤمنين بأن عهدا جديدا سيطل على أرضنا الطيبة مرددين شعارات الولاء لله والوطن والسلطان رافعين أكف أدعيتهم لله بأن يحفظ ويعز سلطاننا .
لا أنكر عزيزي القارئ بأنني فرحت كفرحتك بل كفرحة قد تكون أعمق لكنني لا أنكر ماكان يراودني لحظاتها في دواخلي من ثمة  قلق حول ثبات السياسات الخاصة بكل وزارة والتي وضعها صناعها مسبقا ، انطلاقا من المبدأ المترسخ بشأن أن الأفراد مهما تغيروا تظل السياسات ثابتة ، لكن مع تصفحي للصحف في اليوم التالي مسحت على عيني عدة مرات لأستوعب أنني في يقظة وأنا أقرأ العناوين الرئيسية التي خطتها الجرائد المحلية في صفحاتها الأولى والمقالات التي عبر فيها كتابها عن مابدواخلهم بروح تجعلك تتنفس عبير الديمقراطية أو _ ع الأقل تعيش بعيدا وبعيدا عن إعلام الصوت الواحد _  تيقنت حينها بأن ولادة جديدة لإعلامنا قادمة إن شاءالله ، فحتما لن نرى نموا لحظيا لها اليوم أو غدا أو بعد الغد ، إنما الأمر يتطلب منا القليل من التريث والإمهال ، فالنتائج الإيجابية  طويلة المدى تدرك حقا عزيزي القارئ أنها تحتاج لدراسة طويلة الأمد نوعا ما .
ما أود قوله هنا أنكم مثلما جنيتم ثمار إعتصامكم وإرادتكم في التغيير والإصلاح أيها المعتصمون الأشراف ، عودوا اليوم لمنازلكم واعطوا حكومتنا الجديدة وسلطاننا المفدى مجالا للبحث في أعماق مختلف المجالات التي طالبتم بها ولنمهلهم قليلا لتقصي حقائق أسباب تراجع مستويات البلد الإقتصادية والإجتماعية في العقد الأخير _مقارنة بمستوى نمو دول الجوار التي تمتلك مستوى متقارب من ثروة سلطنتنا _ ومن ثم الوقوف على الحلول والمعالجات اللازمة ، لنعود وكما اقترح الكثير بعد 100 يوم  ونقيم التغييرات إزاء مطالبكم المشروعة .
أدرك أنه مازال هناك مطالب مهمة لم تنفذ بعد وأعلم أن تطلعات الشعب في تحسين الأوضاع ممتدة  لكن مما لاشك فيه أن رسالتكم وصلت ومطالبكم رفعت للمقام السامي ، وأعتقد بأن الذي استجاب للمطالب الأهم لن يغفل إطلاقا عن ما هو مهم ، ألا تعتقدون أن التسرع في تنفيذ المطالب دون دراسة متأنية لن يكون جدواه طوبل الأمد ؟ فبالفعل نحتاج لتأني بعض الشيء وأنا متيقنة بأنكم مثلما عيدتم بأنباء مسبقة "ستعيِدون" بأنباء قادمة من محتوى مطالب المعتصمين الرجال والنساء والبنين والبنات .
لفتة أخيرة لكل من أوكل له أي مهمة في قيادة سفينة عمان في مختلف بحار مجالاتها أيا كانت مسؤوليته ، فقط تأكد بأن هناك من يقيم استقامة سير السفينة من ركابها مهما اختلفوا في الأعمار أو أماكن جلوسهم ولتعلم أن عليك اختيار المحاسبة من قبل ذاتك فضلا عن الثقة ليكون مسارك آمنا . 

اعلامنا... بين مسؤوليته ومطالب المعتصمين

تتبعنا وبشغف مع إطلالة العام الجديد ثورات عربية شعبية انطلقت من تونس وامتدت لمصر فوصلت ليبيا وها هي تعبر أقطار الوطن العربي ، مطلقة أجراسها تنبئ بتغيير حتمي قادم لوطننا العربي بثمن معقول لدى البعض وثمن غال جدا من الدماء والأرواح لدى البعض الآخر .
وبينما تتطاير شظايا ثورات الشعوب حتى مع وصولها إلى جارة قريبة جدا منا لم أكن أتوقع أن يمتد تأثيرها لسلطنتنا محاولة إقناع نفسي بأن تكوين مجتمعنا الإجتماعي قبل السياسي يقف حائلا دون التظاهر أو الإعتصام من أجل الإصلاح والتغيير الذي هو بالتأكيد حق مشروع جدا على الرغم من تيقني بأن أبناء الوطن تتحرك بدواخلهم نزعات للتغيير والإصلاح في مختلف المجالات والمؤسسات الحكومية في السلطنة منذ ما قبل هذه الثورات العربية .
ومع خروج أولى المظاهرات السلمية التي تناشد الإصلاح في مسقط العاصمة تحديدا همست لنفسي بأنها مجرد إمتداد طبيعي لمايحدث في الدول المجاورة ، لكن الصدمة الأكبر بالنسبة لي كانت لحظة مشاهدتي لتغطية إعلامنا العماني لتلك التظاهرة _التي أطلقو عليها المسيرة الخضراء_حينها أقررت على نفسي بالخطأ التنبؤي حينما استبعدت حدوث أي تغيير في عماننا ، ومع توالي الإعتصامات في مختلف مناطق السلطنة وولاياتها ذهلت أكثر بالكيفية التي تعامل معها إعلامنا مع الحدث لدرجة أنني كنت أستمع للحوارات التلفزيونية والإذاعية المباشرة وكأنني _كدارسة للإعلام_ في حلم لم أستيقظ منه بعد ، فلم يخيل لي بيوم من الأيام أن أستمع وأشاهد تلك الأسئلة المتحررة في برامج حوارية مع صناع القرار في إعلام مقيد بقوانين وسياسات الصوت الواحد في معظمها .
أدرك تماما أن الأزمة فرضت نفسها على إعلامنا ، وأدرك أنه لم يكن هناك خيارا آخر لإعلامنا في التعامل مع الوضع بطريقة غير تلك _لاسيما في ظل وجود القنوات الإقليمية والدولية التي تفتش عن رائحة إعتصامات أو ماشابه في أي دولة عربية _لكنني أقول عزيزي القارئ التغيير قادم حتما لا أقول على جميع المناحي والمجالات ولا أقول هو آت غدا أو بعد غد ، فالأمر يحتاج إلى ثمة وقت وإن لم يكن في المجالات السياسية فإنه قد يكون آت في المجال الإعلامي ، قد تقول قارئي العزيز أن إعلامنا إلى الآن متحفظ على كثير من الحقائق جراء الأحداث الأخيرة ولم يصرح بها وأن مطالب الشعب تتأمل الكثير من الوقفة منه ، أقول لك _ أكرر كدارسة للإعلام _ أن هناك ثمة مسؤوليات "بعيدة عن القوانين والأنظمة" تتحتم عليه إخفاء بعض الحقائق التي تناشدون كشفها وأن أولئك العاملين فيه من الزملاء المذيعين والصحفيين والمخرجين و...الخ يعملون بمسؤوليات وصلاحيات معينة .
نستطيع أن نقرب الكاميرات والميكروفونات من مطالبنا المشروعة لكن بالحكمة والمنطق وفي حدود المشروع وليس بترويج الشائعات التي تم تداولها مؤخرا عبر الرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني ، فنحن في ظل الأوضاع الحالية نناشد توحد الأهداف وتساوي الصفوف بعيدا عن إختلاق الأنباء المغلوطة والإنجراف وراءها ، ففي الوقت الذي نطالب فيه بحقوقنا علينا أداء أهم واجباتنا وهي المسؤولية تجاه أي خبر نتناقله أو أي حدث نروج له ، وبهذا تأكدو بأننا نستطيع أن نسمع الجميع كلمتنا المعززة لمصلحة عمان فأولئك المعتصمون في مختلف أماكن السلطنة لاجدال في أنهم يعشقون أرضهم وسلطانهم وإلا لما طالبو بإعادة تقويم مسارات عديدة تصب في تعزيز إزدهار عمان.