تنتظر على الشطآآآآن جواب أحدهم ..@@

الأحد، 8 مايو 2011

إرادة قط صغير ...

مشهد رائع من مشاهد مسرح الحياة التي تمر علينا دون أن نقف عندها ولو للحظات ، التقطه حبر قلمي ....عندما عجزت عدسة كاميرتي نقلها لكم ليس لشيء إنما لعدم تواجدها في الحدث لحظتها ...لم يتردد حينها القلم من تدوين ما تملي عليه مفردات المشهد من ترجمة حقيقية لمعنى الإرادة والعزيمة للوصول إلى المبتغى ...لكن المفردة الوحيدة التي تميز مشهدنا هذا هو مصدر إستلهام المبدأ الذي تمثل في قط صغير كنت أرقبه من نافذة بيتنا وهو يحاول ساعيا مرات ومرات للقفز إلى مكان عال في جدار بيت جيراننا ...كان يذهب بعد محاولات يائسة ليعود مرة أخرى بعد دقائق قليلة يعاود الكرة ، لم أكن أعلم مايحاول القط الصغير الوصول إليه أو بالأحرى لم أكن أعلم ما الذي كان يجاهد من أجله ... أو حتى أكون صادقة معك عزيزي القارئ أن ترقبي لاصرار القط على قهر عجزه شغلني عن معرفة مايختبئ هناك أعلى الجدار ... فكان يقاوم ويحسن التشبت بكل مايستطيع التشبت به وعند اقترابه من المكان الهدف يرتطم أرضا "بعنف" بالدرجة التي أثارت شفقتي ، تمنيت حينها لو أنني أدرك لغة تواصل بيني وبينه أرشده من خلالها إلى الذهاب والتخلي عن هدفه _على الرغم أنني كبشر أدرك تماما ماهية الهدف وحلاوته بعد شقاوة البحث عنه _ ... وبعد ثمان محاولات فاشلة للقط الصغير ظننت أنه استنفذ فيها بواقي طاقته نجح أخيرا في التاسعة وملامح وجهه كانت تبث فخرها بانجاز عظيم...
وقفت حينها بين نفسي لساعات أستعيد فيها ما مر من لحظات نسجت مفردات مبدأ رفيع يفتقده بعض البشر في مواطن عدة ، فحقا هي قدرته عز وجل التي جعلها في كائنه الضعيف الذي جسد من خلال المشهد السابق أن الإرادة الحرة تصنع المستحيل وتمحي الاستسلام ، كيف لا وعميد الأدب العربي "طه حسين" كان كفيفا اتخذ من إرادته وقودا لإصراره على استكمال تعليمه حتى أصبح أستاذا فى الجامعة ثم وزيرا للتربية والتعليم بمصر وقدم للمكتبة العربية مجموعه من الكتب الخالدة ، والموسيقار العالمي "بتهوفن" جسد هو الآخر مفهوم العزيمة حينما قاوم عجلة مسيرة حياته ليعيد حركتها بعد أن نوت التوقف عندما أصيب بالصمم لكنه واصل ابداعه وقدم موسيقاه التى لازال لها مكانها في العالم.
وفي نطاق الشعوب لن أذهب بعيدا عن الأحداث الجارية فها هو الشعب الليبي يترجم هذا المفهوم حرفيا بعدم استسلامه لنوائب الدهر ، وقهره للصعاب التي يمر بها ، فعلى الرغم من أن قلوبنا تخضع وأبداننا تقشعر للمشاهد المؤلمة هناك إلا أننا فخورين بعزيمة وإرادة رجالهم ونسائهم وأطفالهم التي لاتخضع للذل والمهان في سبيل تحرير الوطن وصونه...
فحقا لن نصنع أنفسنا ولن نثري أمجادنا ولن نحيي من أرواحنا مصدرا للسعي وراء أهدافنا إن بقينا نتسلل من خلف الستار خوفا من مواجهة مطبات الحياة ، وإن رسمنا لذواتنا مخططا " لتمشية الحال فقط " فلا يحق لنا فيما بعد أن نرمي اللوم على حكوماتنا بسوء حالنا الإقتصادي ونطالبها بتوفير معيشة تحقق لنا الممكن والمستحيل..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق