تنتظر على الشطآآآآن جواب أحدهم ..@@

الأحد، 8 مايو 2011

اعلامنا... بين مسؤوليته ومطالب المعتصمين

تتبعنا وبشغف مع إطلالة العام الجديد ثورات عربية شعبية انطلقت من تونس وامتدت لمصر فوصلت ليبيا وها هي تعبر أقطار الوطن العربي ، مطلقة أجراسها تنبئ بتغيير حتمي قادم لوطننا العربي بثمن معقول لدى البعض وثمن غال جدا من الدماء والأرواح لدى البعض الآخر .
وبينما تتطاير شظايا ثورات الشعوب حتى مع وصولها إلى جارة قريبة جدا منا لم أكن أتوقع أن يمتد تأثيرها لسلطنتنا محاولة إقناع نفسي بأن تكوين مجتمعنا الإجتماعي قبل السياسي يقف حائلا دون التظاهر أو الإعتصام من أجل الإصلاح والتغيير الذي هو بالتأكيد حق مشروع جدا على الرغم من تيقني بأن أبناء الوطن تتحرك بدواخلهم نزعات للتغيير والإصلاح في مختلف المجالات والمؤسسات الحكومية في السلطنة منذ ما قبل هذه الثورات العربية .
ومع خروج أولى المظاهرات السلمية التي تناشد الإصلاح في مسقط العاصمة تحديدا همست لنفسي بأنها مجرد إمتداد طبيعي لمايحدث في الدول المجاورة ، لكن الصدمة الأكبر بالنسبة لي كانت لحظة مشاهدتي لتغطية إعلامنا العماني لتلك التظاهرة _التي أطلقو عليها المسيرة الخضراء_حينها أقررت على نفسي بالخطأ التنبؤي حينما استبعدت حدوث أي تغيير في عماننا ، ومع توالي الإعتصامات في مختلف مناطق السلطنة وولاياتها ذهلت أكثر بالكيفية التي تعامل معها إعلامنا مع الحدث لدرجة أنني كنت أستمع للحوارات التلفزيونية والإذاعية المباشرة وكأنني _كدارسة للإعلام_ في حلم لم أستيقظ منه بعد ، فلم يخيل لي بيوم من الأيام أن أستمع وأشاهد تلك الأسئلة المتحررة في برامج حوارية مع صناع القرار في إعلام مقيد بقوانين وسياسات الصوت الواحد في معظمها .
أدرك تماما أن الأزمة فرضت نفسها على إعلامنا ، وأدرك أنه لم يكن هناك خيارا آخر لإعلامنا في التعامل مع الوضع بطريقة غير تلك _لاسيما في ظل وجود القنوات الإقليمية والدولية التي تفتش عن رائحة إعتصامات أو ماشابه في أي دولة عربية _لكنني أقول عزيزي القارئ التغيير قادم حتما لا أقول على جميع المناحي والمجالات ولا أقول هو آت غدا أو بعد غد ، فالأمر يحتاج إلى ثمة وقت وإن لم يكن في المجالات السياسية فإنه قد يكون آت في المجال الإعلامي ، قد تقول قارئي العزيز أن إعلامنا إلى الآن متحفظ على كثير من الحقائق جراء الأحداث الأخيرة ولم يصرح بها وأن مطالب الشعب تتأمل الكثير من الوقفة منه ، أقول لك _ أكرر كدارسة للإعلام _ أن هناك ثمة مسؤوليات "بعيدة عن القوانين والأنظمة" تتحتم عليه إخفاء بعض الحقائق التي تناشدون كشفها وأن أولئك العاملين فيه من الزملاء المذيعين والصحفيين والمخرجين و...الخ يعملون بمسؤوليات وصلاحيات معينة .
نستطيع أن نقرب الكاميرات والميكروفونات من مطالبنا المشروعة لكن بالحكمة والمنطق وفي حدود المشروع وليس بترويج الشائعات التي تم تداولها مؤخرا عبر الرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني ، فنحن في ظل الأوضاع الحالية نناشد توحد الأهداف وتساوي الصفوف بعيدا عن إختلاق الأنباء المغلوطة والإنجراف وراءها ، ففي الوقت الذي نطالب فيه بحقوقنا علينا أداء أهم واجباتنا وهي المسؤولية تجاه أي خبر نتناقله أو أي حدث نروج له ، وبهذا تأكدو بأننا نستطيع أن نسمع الجميع كلمتنا المعززة لمصلحة عمان فأولئك المعتصمون في مختلف أماكن السلطنة لاجدال في أنهم يعشقون أرضهم وسلطانهم وإلا لما طالبو بإعادة تقويم مسارات عديدة تصب في تعزيز إزدهار عمان.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق