تنتظر على الشطآآآآن جواب أحدهم ..@@

الأحد، 8 مايو 2011

أستاذي الجديد ...

مشهد جديد أرويه لك عزيزي القارئ بدايته كانت من هناك ، حيث بدأ الأستاذ محاضرتنا الثانية في الأسبوع ذاته وهو لازال يسهب في حديث يبعد تارة ويقترب أخرى من المقرر ، بانتظار أن يبدأ الأستاذ في شرح المادة فعليا أو على الأقل أن يستعرض أمامنا مدخلا نستطيع من خلاله أن ندرك مسار المقرر ، مرت نصف ساعة ومن ثم ساعة وساعة ونصف ومن زملائي من يستخدم جواله والثاني سارحا في عالمه الخاص والثالث يتبادل مع الآخر تفاصيل حكاية تصارع وتصالح مع من يحب أو يكره ، منتظرين ما يستوقفهم من حديث جدير بأن يشد أسماع المتلقين .
وبينما ننتظر سماع مايحملنا إلى روح المقرر فإذا بالأستاذ ينظر لساعته ويقول انتهى وقت المحاضرة ، وهو لم يحدد بعد ملامح المحاضرة القادمة _ على الأقل _ وكأنه سرق ساعتين بواقع 120 دقيقة من الطالب باستنزافه في شرح الكلام المطلق الذي لاخلاف عليه لدى الجميع فيما يتعلق بمستقبل الطالب وحقوقه وواجباته ، فنحن في الحقيقة في ظل تأطير الوقت المخصص للمقرر الدراسي في الفصل الواحد لسنا بحاجة إلى أقوال كهذه .
إلى هنا قد لاتدرك عزيزي القارئ عظمة المشكلة لكن عندما أقول لك أن هذه المحاضرات الضائعة يدفع ثمنها الطالب في الأسابيع الأخيرة من الفصل ، ويلام الطالب حينها بعدم التزامه بإنجاز أعماله في الوقت المحدد ، بل قد يسلتزمه أن ينجز ما لايطيقه في وقت قياسي جدا ، كيف لا وقد يطلب منه هذا الأستاذ _الذي لم تكفيه محاضرتين لمحورة ما يريده من الطالب في مادته هذه _ في الأسابيع الأخيرة حين يدرك أنه لم يكمل جدولة ال100 درجة يطلب أعمال ستولد لحظتها ليجد الطالب ذهنه مشتتا بين هذا وذاك .
أضف إلى ذلك وبعيدا عن هيكلة الدرجات أنه إذا كان الأستاذ _الذي يقود فكر الطالب المقبل على ميدان العمل الذي يكون التصارع فيه قويا ولامجال للفوز إلا للأصلح _ لايدرك قيمة الوقت ولا يحفر في بواطن عقل طلابه مفهوم ثمن كل دقيقة من دقائقه فلماذا نتهم الطالب بالعشوائية في توزيع دقائق يومه على أنشطته ؟ ولماذا يحاسب الطالب المدرك لثمن وقته بالإنذارات والحرمان من المقرر و...الخ إذا قرر أن يستثمر ساعتي المحاضرة في قضاء نشاط له بعيدا عن زوايا القاعة الدراسية واثقا من أن وجوده في القاعة لاجدوى منه .
قد لا أرمي اللوم كله بجميع جزئياته إلى المحاضر فقط فقد يكون هذا كل شيء يستطيع تقديمه لأبناءه الطلاب، فهناك من عينه من قبل المؤسسة التعليمية التي لاتشترط سوى الشهادة على من يرغب أن يكون أحد قادة فكر طلابها ؛ لأنني أدرك حقا أن المؤسسة تعي تماما أن نيل الشهادات العليا أصبحت ليست بالصعبة في الوقت الراهن ولا يتلازم منحها لأصحابها مع مدى استحقاقهم لها .
ويضل السؤال مطروحا لك أستاذي العزيز: هل ستتخذ المحاضرات القادمة هذا النهج نفسه أم أن مجرى جديدا سنحظى به من وحيك لسير المحاضرات القادمة؟ إذا كان الجواب هو الأخير فهل ستعلن لنا عنه في الوقت بدل الضائع ؟ أم أن المدة الزمنية المتبقية كفيلة بترجمة " طريقتك العصرية في التدريس" ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق