تنتظر على الشطآآآآن جواب أحدهم ..@@

الأحد، 8 مايو 2011

باسم حرية الكلمة...

مشهد من مشاهد عديدة رسمت ملامح ذلك اليوم ، استوقفني بعد مااستطاع أن يعبر مسار عيناي لكن لم يكن باستطاعة مخيلتي أن تتجاهله ، أحدهم يعبر عن وجهة نظره وبقوة أمام من حوله ، تعالى صوته بين هذا وذاك ناطقا بما يدور في عقله وبين ثنايا فكره حول القضية التي لا أعلم ما الدافع الذي أسقطها وسط طاولة النقاش _ التي لم تكن موجودة بالفعل _ ويداه ترفرف بساعديها هنا وهناك وكأنها تشير إلى الجميع بأصابع الإتهام ، الغريب عزيزي القارئ في المشهد أن وقفات حروفه التي لايمكنني أن أتجاهل جرأتها بغض النظر عن ما إذا كانت في موضعها أم لا لم تسعف المتهمين بالدفاع عن أنفسهم على الأقل ، بمعنى آخر لم يكن للرأي الآخر أقل أمتار مساحة ميدان الطرح الذي كان غريبا على ظروف القاعة التي جمعتهم تحت سقفها .
أدرك حقا أنه لايحق لي ولا لها ولا له ولا لهما ولا لنا أن نقمع حرية الرأي والتعبير أو مصادرة الفكر بغض النظر عما إذا كان في موضعه أم لا ، لكن الأمر الجدير بالإشارة إليه أن حرية رأينا وتعبيرنا لايجب إطلاقا أن تتعدى حريات الآخرين ولايحق لنا باسم _ حرية الكلمة _ أن ننزع وشاح احترام الإنسانية _ولا أقول فارق السن والمستوى الأكاديمي _في نقاشنا مع الآخر ، كما لايجب أن نشير بأصابع الإتهام إلى من نجهل مدى قربهم من قفص الإتهام حسب رأيه الذي يجهل أنه قد يكون إشادة في حقيقته .
وإن أردنا أن نفرض كلمتنا على ميدان النقاش ، أو بالأحرى أن نسمع الجميع ترجمة فكرنا ، فلا يمكن أن يكون الأسلوب الإستفزازي والهجومي وسيلة لذلك ، بل يجب أن نتخذ من خبرتنا الحياتية أسلوبا لطرح نظرتنا بأدلة مقنعة وأن نضع النقاط على الحروف بشكل مباشر والأهم أن نخاطبهم بروح تقترب من دواخل الجميع كسلاح رقيق يشعرهم بأن مانتحدث عنه هو أمر جدير بأن يثار حتى وإن لم يكن كذلك. 
ولأن الآخر_المدعى عليه _أخذ من الحياة مفرداتها ومن مشاهدها عبرها خلال سنوات ليست طويلة فإنه تجاهل أن الأصابع يشار بها إليه ، ليس انحراجا أو اضطرابا ، بل تجنبا لإلتفات الجميع إلى مدى عنف المدعي في الطرح ، وعندما انرسمت حروف الإدعاء على اسمه شخصيا ، أعلم ستتوقعون أنه سيدافع عن نفسه بروح تقترب من روح الإدعاء التي وقعت عليه ، لكن الذي حصل بالفعل_والذي أبهرني بردة فعله العقلانية_ أنه أجاب بما يطفيء النار إلى رماد .
إذن فكيف لنا أن نعزز رصيدنا الفكري إن ساهمنا في ركوده بقمعنا للرأي الآخر وفرض كلمتنا بقوة لاسيما وأننا قادة رأي بموضعنا الوظيفي غدا _ إن لم يكن اليوم _ والأهم من ذلك أننا مربي من يقود مسار المستقبل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق